Admin Admin
المساهمات : 119 تاريخ التسجيل : 05/11/2022
| موضوع: ثمار التصوف الروحاني للشيخ موسي00967739912705 الجمعة ديسمبر 23, 2022 5:33 am | |
|
من ثمار التصوف الروحاني للشيخ موسي00967739912705
من أروع ثمار التصوف الإسلامي المنبثقة من شجرة اليقين الذي هو حقيقة الإيمان: المكاشفات القلبية التي يحظى بها أولياء الله العارفون بعد قطع منازل السلوك وتحقيق كمال العبودية لله تعالى فاليقين هو غاية العبادة كما يفهم من قوله تعالى واعبد ربك حتى يأتيك اليقين. . ومن ثم يقول العارف الرباني سيدي احمد الفاروقي السرهندي قدس الله سره :
بل المقصود من سلوك طريق الصوفية تحصيل ازدياد اليقين بالمعتقدات الشرعية حتى تخرج من مضيق الاستدلال إلى فضاء الكشف ومن الإجمال إلى التفصيل .
· وقد صرح شيخ الإسلام الإمام عبدالله الاناري رضى الله تعالى عنه بان المكاشفة هي حق اليقين وهو الدرجة العليا الثالثة من منزل اليقين الذي هو المنزل الخامس من قسم الأصول وعرفها بأنها أسفار صبح الكشف لاستيلاء نور تجلي الحقيقة على ظلمة رسم العبد كما قال أمير المؤمنين سيدنا على كرم الله وجهه في بيان الحقيقة نور يشرق من صبح الأزل فيلوح على هياكل التوحيد أثاره.
· ثم لقد افرد شيخ الإسلام الأنصاري منزل المكاشفة مستقلا في أول قسم الحقائق من منزال السائرين وذكر إن غاية هذه المكاشفة المشاهدة .
· وما دام اليقين لا تنعقد شروطه إلا بالمعرفة والمكاشفة هي حق اليقين فان منزل المكاشفة يتربع في قمة المعرفة واليقين .
· ولقد تناول العارفون في تصانيفهم حقيقة المكاشفة ووضعوا لها جملة من التعريفات التي تجسد حقيقتها
· فقال السيد الشريف الجرجاني قدس الله سره الكشف في اللغة رفع الحجاب وفي الاصطلاح هو الاطلاع على ما وراء الحجاب من المعاني الغيبة والأمور الحقيقية وجودا وشهودا .
ويقول أيضا المكاشفة وهي حضور لا ينعت بالبيان .
وفي التعريف بالمكاشفة أيضا يقول العارف الشيخ عبدالرازق القاشاني رضي الله عنه في معجم المصطلحات والإشارات الصوفية المكاشفة في العرف العام عبارة عن كشف النفس لما غاب عن الحواس إدراكه على وجه يرتفع الريب منه كما في المرئيات سواء كان انكشاف ذلك بفكر أو حدس أو سائح عيني حصل عن الفيض العام سواء كان مما يتعلق بالحقائق العلمية أو الأنوار الكونية الجزئية الكاشفة عن غيب ما وقع في الماضي أو ما سيقع في المستقبل .
وفي بيان المكاشفات عند الشيخ الأكبر سيدي محيي الدين بن عربي قدس الله سره نجده يعرف الكشف بقوله الكشف هو الخروج عن الحجاب على الوجه الذي يدرك صاحب الكشف سيئا لم يدركه قبله ثم يردف قائلا :
والحجاب عبارة عن الموانع التي كان العبد بسببها محجوبا عن حضرة الله تعالى وذلك جملة العوالم المختلفة من الدنيا والآخرة كما قال صلى الله عليه وسلم إن لله سبعين ألف حجاب من نور وظلمة .
ولشيخ الإسلام سيدي زكريا الأنصاري رضي الله تعالى عنه في شرحه على الرسالة القشيرية تعريف رائع للكشف إذ يقول :
وبعدها أي المحاضرة الكشف وهو إزالة الستر الحسي واستنشاق الأسرار الإلهية من وراء الحجب البشرية.
وثمة بيان رائع لحقيقة الكشف والمكاشفة أدلى به القطب الغوث الفرد الجامع سيدي احمد الرفاعي رضي الله تعالى عنه وأثبته الإمام الشعراني قدس الله سره في ترجمته من طبقاته الكبرى بقوله وكان رضي الله عنه يقول :
الكشف قوة جاذبة بخاصيتها نور عين البصيرة إلى فيض الغيب فيتصل نورها به اتصال الشعاع بالزجاجة الصافية حال مقابلتها المنيع إلى فيضه ثم يتقادف نوره منعكسا بضوئه على صفاء القلب ثم يترقى ساطعا إلى عالم العقل فيتصل به اتصالا معنويا له اثر في استفاضة نور العقل على ساحة القلب فيشرق نور العقل على إنسان عين السر فيرى ما خفى عن الإبصار موضعه ودق عن الإفهام تصوره واستتر عن الاغيار مرآة .
هذا بيان تحليلي لحقيقة المكاشفة يسطع من مشكاة عارف بصير يرى بنور الله قوة المكاشفة وهي تجذب لطائف المكاشف إلى فيض الغيب وتجسد انعكاس نوره على مرآة القلب وسريان هذا النور إلى العقل والسر حتى تنكشف المساتير وتتجلى الحقائق ببلوغ ما وراء الحجاب وجودا وشهود ما في الأعيان الثابتة .
تأصيل المكاشفات من القران والسنة :
لقد استدل أئمة العارفين لثبوت الكشف بأدلة من التنزيل الحكيم منها قوله تعالى فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم جديد قال الشيخ العارف المفسر سيدي إسماعيل حقي في تفسيرها:
وفي الآية إشارة إلى إن الإنسان وان خلق من عالمي العيب والشهادة فالغالب عليه في البداية الشهادة وهي العالم الحسي فيرى بالحواس الظاهرة العالم المحسوس مع اختلاف أجناسه وهو بمعزل عن إدراك عالم الغيب فمن الناس من يكشف الله غطاءه عن بصر بصيرته فيجعل بصره حديدا يبصر رشده ويحذر وهم المؤمنين من أهل السعادة ومنهم من يكشف الله عن بصر بصيرته يوم القيامة يوم لا ينفع نفسا إيمانها وهم الكفار من أهل الشقاوة .
ومن كلمات أمير المؤمنين على رضي الله عنه لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا يعني إن عين اليقين الحاصل لأهل الحجاب في الآخرة حاصل لأهل الكشف في الدنيا فأنهم ترقوا من علم اليقين إلى عين اليين في هذه الدار فطابوا وقتا فكأنهم في الجنان في الحال وكل يوم لهم المزيد.
كما يستدل على الكشف من السنة الشريفة بما رواه الإمام مسلم وابن ماجة وغيرهما إن النبي صلى الله عليه وسلم قال حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره .
وبقوله صلى الله عليه وسلم يا أيها الناس إني إمامكم فلا تسبقوني بركوع ولا سجود ولا ترفعوا رؤسكم قبلي فاني أراكم من إماما ومن خلفي .
وهذا الكشف في حق النبي صلى الله عليه وسلم معجزة وفي حق الصحابة والأولياء كرامة كما في مكاشفة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه سيدنا سارية حيث نداء يا سارية الجبل وغير ذلك
أنواع المكاشفات:
في عالم المكاشفات تتعدد أنواع الكشف وألوانه وتتنوع المكاشفات باعتبار للطائف الإدراكية في الإنسان تارة وباعتبار نوعية عوالم المدركات التي تنكشف للإنسان تارة أخرى .
فنجد بيانا للكشف بالاعتبار الأول عند الشيخ الأكبر سيدي محيي الدين بن عربي قدس الله سره إذ يقول .
الكشف على خمسة اضرب عقلي وقلبي وسري وروحي وخفي .
إما العقلي :
فهو إن السالك إذا اشتغل بالمجاهدات . والرياضيات يرتفع عنه بحسب المجاهدات حجابات ففي كل حجاب يرتفع تنكشف معاني المعقولات ولا تظهر أسرار الممكنات ويسمي كشفا نظريا .
وإما القلبي:
إن تنكشف فيه أنوار مختلفة كما في شرح المشاهدة ويسمي كشفا شهوديا .
وإما السري :
فهو كشف أسرار المخلوقات وحكمة خلق الموجودات ويسمي الهاميا.
وإما الروحي :
فهو يكشف عرض الجنات والجحيم والمعار ورؤية الملائكة .
وإذا صفا بالكلية وظهر عن كدوراته النفسية تظهر عوالم غير المتناهي ويرتفع حجاب الزمان والمكان ويحصل الاطلاع على إخبار الماضي وأحوال المستقبل ويرتفع أيضا حجاب الزمان والمكان الأخروية وحجاب الجهات وتظهر الكرامات من الإشراف على الخواطر والاطلاع على المخفيات والعبور على الماء والنار وطي الأرض وغيره ويسمي كشفا روحانيا.
وإما الكشف الخفي :
فهو إن يكشف الله تعالى بالصفات: إما بالجلال أو الجمال على حسب المقامات والحالات .
والخفى :
نرو روحاني مجرد خاص موهبة من الله تعالى على من يشاء من عبادة كما قال تعالى أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه .
وهو الروح الخفي وقال يلقي الروح من أمره على من يشاء من عبادة ويسمي كشفا صفاتيا فان انكشف بصفة العالمية يظهر العلوم الدينية وان انكشف بصفة السمعية يظهر استماع الكلام والخطاب وان انكشف بصفة البصرية تظهر الرؤية والمشاهدة وان انشكف بصفة الجمال يظهر فناء الفناء وان انكشف بصفة الجمال يظهر بقاء البقاء وان انكشف بصفة الواحدية تظهر الوحدة بلا علم .
ثم بالاعتبار الثاني وهو نوعية عوالم المدركات التي يكاشف بها الولي
نجد الكشف ينقسم إلى :
الكشف الحسي الذي ينكشف به للسالك العالم الحسي وهو عالم الأجسام ولوازمها الغائب عنه على حسب العادة لبعده أو لاحتجابه فلا تحجبه الجدران ولا الظلمات عما يفعله الخلق في خلواتهم أو بيوتهم ومع ذلك فهو مطالب بعدم هتك أسرار الخلق التي أمرالله تعالى بعدم هتكها وكثيرا ما يتوجه السالك السائر إلى الله تعالى لرفع ذلك عنه .
ثم الكشف الخيالي الذي ينكشف فيه للمريد عالم الخيال المطلق الذي هو برزخ بين اللطيف المطلق والكثيف المطلق وعالم الخيال المقيد ومرتبته تكثيف اللطيف كالعلم الذي يظهر في صورة اللبن كما يلطف الكثيف كالمحسوسات التي تظهر في صورة خيالية ثم مرتبة عالم الشعور المشهودة في النوم ثم مرتبة عالم الشعور بالصور التي تظهر فيها الأرواح بعد الموت .
ثم يرتقى المكاشف إلى مرتبة كشف عالم المعاني المجردة عن المادة فيصل إلى العالم العقلي ويصعد إلى عالم الأرواح .
ثم يرتقى بالذكر إلى عالم الصفات حيث يتجلى له مذكورة من خلف حجاب الصفات حتى يغنيه تجلي الصفات .
ثم قمة مراتب الكشف وذروة مراقيه إن يتجلى الحق تعالى على وليه إذا أفناه تجليه الصفاتي عن تعالي على وليه إذا أفناه تجليه الصفاتي عن تعينه الروحي وعن الذكر بالمذكور وتلك عين المشاهدة .
هذا ويعتبر الكشف بأنواعه الصحيحة من أعظم الكرامات للأولياء لأنه ثمرة لصدق توجههم إلى الله تعالى ونتيجة صادقة لتحقق الإيمان والتقوى إذ هو الفرقان المذكور في قوله تعالى يا أيها الذين امنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا .
فالفرقان ما به يفرق بين الحق والباطل من علم وافر والهام قاهر فالعلماء فرقانهم مجلوب برهانهم والعارفون فرقانهم موهوب عرفانهم والمكاشافات داخلة في موهوب العرفان .
هذا وقد ورد في القران العظيم ثبوت المكاشفات في حق الأنبياء والأولياء فمما ورد في حق الأنبياء قوله تعالى في شان خليل الرحمن سيدنا إبراهيم على نبينا وعليه السلام وكذلك يرى إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين .
ومما ورد في حق الأولياء ما ذكره القران الكريم في قصة سيدنا الخضر عليه السلام من المكاشفات الثلاث:
فالأولى مكاشفته بأمر السفينة التي كان يملكها مساكين يرتزقون منها وقد اركبوه فيها مجانا فكوشف إن ملكا ظالما سيأخذها لو وجدها سليمة فخرقها ليعيبها ولينقذها لهم حيث قال تعالى : إما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت إن عيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا .
والثانية : انه كشف له عين الغلام انه لن بقى حيا سيقتل أبويه بعد تكفيرهما في كبره فقتله رحمة بابوية المؤمنين وإما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا إن يرهقهما طغيانا وكفرا فأردنا إن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة واقرب رحما .
والثالثة انه كشف له الكنز الذي تحت الجدار وكان لغلامين يتيمين من أب صالح فأقام الجدار حفاظا على الكنز ورحمة للغلامين وإكراما لأبيهما الصالح وإما الجدار فكان لغلامين يتمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك إن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما .
ومن مكاشفات الصحابة رضي الله عنهم ما روى عن سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه تعالى انه لما حضرته الوفاة دعا ابنته السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها فقال لها انه ليس في أهلي بعدي احد أحب إلى غنى منك ولا اعز على فقرا منك واني كنت نحلتك من ارض بالعالية جداد عشرين وسقا أي قطع ثمر النخل فلو كنت جددته تمرا عاما واحدا انحاز لك وإنما هو مال الوراث وإنما هما أخواك وأختاك قالت فقلت إنما هي أسماء فقال وذات بطن ابنة خارجة قد ألقى في روعى أنها جارية فاستوصى بها خيرا فولدت أم كلثوم .
وكذلك نجد من مكاشفات سيدناعمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه واقعته الشهيرة خلال واقعة نهوند التي أمر فيها سيدنا سارية بن زنيم الخلجي على جيش المسلمين في بلاد فارس فرأى سيدنا عمر وهو بالمدينة إن جيش المسلمين كاد ينهزم فصعد المنبر ونادى إثناء خطبته يا سارية الجبل من استرعى الذئب الغنم فقد ظلم فاسمع الله تعالى سيدنا سارية وجيشه أجمعين صوت سيدنا عمر وهم على باب نهاوند فلجاوا الجبل وقالوا هذا صوت أمير المؤمنين فنجوا وانتصروا بفضل الله تعالى وببركة مكاشفة سيدنا عمر .
ومن مكاشفات الأولياء ما روى عن سيدنا أبي سعيد الخراز رضي الله تعالى عنه قال دخلت المسجد الحرام فرأيت فقيرا عليه خرقتان فقلت في نفسي هذا وأشباهه كل أي عالة على الناس فناداني وقال واعلموا إن الله يعلم ما في نفوسكم فاحذروه . فاستغفرت الله في سري فناداني وقال وهو الذي يقبل التوبة من عبادة ثم غاب عني ولم أره .
هذا جانب يسير من مكاشفات الأولياء الذين ينظرون بنور الله تعالى
معنى التصوف للشيخ موسي00967717083469
هى من ( المُصافات ) اصطلاحاً لا اشتقاقاً؛ فإن العبد إذا صفى قلبُه لله عز وجل،
فإنما هو بتصفية الله تعالى له، لذلك قالوا: أنه ( صُوفِي (، وليس ( صافَى )
، ثم جعلوا هذا الاسم مصدراً واشتقوا منه كلمة ( تصوف . وقيل: أن لفظ الـ( تصوف ): أربعة أحرف: ( تاء ): من التوبة، و( صاد ): من الصفاء،
و( واو ): من الولاية، و( فاء ): من الفناء بالله تعالى؛
وتلك هي الأحوال التي تلازم العبدَ في سلوكه إلى مولاه
| |
|